كيف تتجنبين الشخص المعادي لكِ
لا يوجد إنسان (للأسف) يعيش بدون من يكرهه أو يحمل عليه بعض الشيء في قلبه, فهذا موجود عند الجميعومنذ القدم .. وحتى لو حاول المرء منا أن يكون أطيب من الطيبة ذاتها فلا بد وأن يجد من يعاديه أو يكرهه بدرجة ما، ولو لم يلتقيه يوماً أو إن صح وجاز التعبير لا تعرفه أبداً.
قد تكون أعمالكِ من أسباب كراهية ومعاداة البعض لكِ، وقد يكون نجاحكِ في حياتكِ من الأسباب أيضاً، وقد يأتي بروزك وشهرتك في المجتمع ضمن أسباب وبواعث المعاداة في نفوس البعض، أو أسباب أخرى عديدة أكثر..
ولكن ليست هذه هي القضية الأساسية، لأن الذي يكرهك أو يعاديك يكون هو نفسه في ضيق وكدر دائمين، وهذا طبعاً عقوبة قاسية منك لكارهك ومعاديك, وهذا أولاً، أما الخطوة التالية في زيادة الهم عند معاديك هي إحراجه .. فكيف تقومين بذلك؟؟
لو قام من يعاديكِ ويكرهكِ يوماً بذكر مساوئ ومعايب عنكِ أمام الناس وفي حضوركِ، ولكن من دون أن يشير إليكِ أو يذكر اسمكِ، فلا تقاوميه وتدافعين عن نفسك، بل قومي أنت بتأييده وانتقدي من به تلك المساوئ أيضاً وكأنك لا تعلمين أبداً أنك المقصودة، وهو ما سيثير استغرابه.
حاولي أن تجيبي على تساؤلاته بالتطرق إلى موضوعات أخرى بعيدة عن الموضوع، فإن أصر على الموضوع وقام بتسميتك هذه المرة وأنك المقصودة، فاظهري له استغرابك وأنك كنت تتوقعين أن يكون ذلك مزاحاً .. فإن رأيت إصراراً منه، قومي بتلطيف الأجواء عن طريق إجابات طريفة وسرد بعض النكات.
هذا ما سيعمل على إغاظته وإثارته أكثر فأكثر، فتكون نتيجة ذلك ظهوره بمظهر غير لائق وهو ثائر غضبان، في حين تكونين أنت كقطعة ثلج لا تذوب أبداً, في ذلك الوقت سيبدأ الشخص بملاحظة نفسه وأنه ثائر على لا شيء وأن مظهره بالفعل غير لائق أمام الناس، فيبدأ بالميلان نحو التهدئة التلقائية، ومن ثم الوقوع تدريجياً في دائرة الإحراج، بدءاً من الناس الحاضرين أو منكِ أنتِ ..
وموقفك ذلك سيجعله يفكر مستقبلاً ألف مرة قبل أن يهاجمك أمام الآخرين، وسيدرك أنه ما كان يجب عليه القيام بذلك، فترينه وقد تركك نهائياً، بل قد يترك معاداتك وكراهيتك أيضاً ..
الخلاصة:
قوة المرء في كتم الغيظ وضبط النفس، وليست في الرد بالمثل, فإن الذي يهاجم غيره، يترك دائماً ثغرات كثيرة دون أن يدرك ذلك، فتكون تلك الثغرات هي منطلقات للهجوم المضاد من الطرف الآخر إن أراد، ويكون ذلك الهجوم بالضرورة مؤثراً ..
ومن ذلك يتعين على أي فرد منا الابتعاد عن تلك التفاهات وصغائر الأمور، ولا يدع مجالاً أو مساحة في القلب لكره أحد أو معاداته، فالحياة قصيرة والقوة في المرء هي في كتم الغيظ وضبط النفس، وليست في الرد بالمثل