السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تتواصل مهازل البعض ممن يدعون المشيخة والدين منهم براء , وجديد تلك الفتاوى الغريبة ما خرج علينا به مفتي عام إحدى أكبر الدول العربية حيث أفتى بجواز الإفطار في نهار رمضان للاعبي كرة القدم خلال الأيام التي فيها مباريات , خاصة لو كانت كرة القدم هي مصدر الرزق الوحيد لذلك اللاعب !!!
هذه الفتوى خرج علينا بها ذلك المُتَشَيِخْ بناءاً على سؤال وجهه له اللاعب الجزائري الدولي حاتم بن عرفة لاعب نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي !!!
قد أَقْتَنِعْ بفتوى تخفيفية تبيح الإفطار قبل المغرب في بعض الدول التي يصبح فيها اليوم خلال الصيف طويل بشكل غير عادي بحيث يكون الإفطار في وقت يتم تقديره بشكل متوسط , فمثلاً في فرنسا يؤذن الفجر في حوالي الساعة الخامسة صباحاً في حين أن الشمس تغيب حوالي الساعة التاسعة ليلاً , وهذا صعب وغير معقول , ولهذا قد أقتنع بفتوى تخفيفية بخصوص وقت الإفطار , لكن إباحة الإفطار بشكل مُطْلَقْ بحجة أنه لاعب كرة قدم ولديه مباراة !!!
هل خوض مباراة كرة القدم أصعب من خوض معركة حربية ؟!!!
الصحابة والتابعون كانوا يخوضون الغزوات وهم صائمون ويأتي من يتفلسف ويبيح الإفطار للاعب كرة قدم في أيام المباريات !!!
هل وصل الغرور بالبعض أنه بسبب إحتلاله لمنصب ديني كبير أصبح يشعر بأنه يحق له تحليل ما حرمه الله ورسوله والصحابة والتابعين وتحريم ما أحلوه ؟!!!
والله العظيم عيب علينا لما نلاقي غير المسلمين محترمين عبادتنا وصيامنا في حين أن بعض من يدعون المشيخة لا يحترمونه , فنادي ريال مدريد الإسباني في رمضان الماضي قام بوضع برنامج تدريبي خاص للاعب ماهامادو ( محمد ) ديارا مختلف عن بقية اللاعبين إحتراماً لصيامه وعبادته ولم يحاولوا إجباره على ترك هذه العبادة , ويأتي ذلك المتشيخ ويبيح للاعبين الإفطار !!!
جون هيوز مدرب نادي هابيرنيان الأسكتلندي عرض على لاعبي فريقه المغربيان مروان زمامة و عبدالسلام بن جلون بأن يذهب معهما إلى شيخ المسجد الذي يصلون فيه لكي يسأله أكثر عن هذا الصيام وطبيعته لكي يحدد لهما جدولاً خاصا للتدريبات متناسباً مع صيامهما , ويأتي ذلك المدعي ويبيح للاعبي كرة القدم بأن يفطرون !!!
أقل واجب على أي مفتي هو أن يقوم بالإطلاع على تجارب الآخرين في مجال فتواه على الأقل قبل أن يفتي بها , ورغم أن فتوى مثل هذه واضح حكمها من فعل الصحابة حيث أنهم كانوا يقاتلون وهم صائمون وليس فقط يلعبون كرة قدم , لكن قد يرى شخص بأن هؤلاء هم الصحابة ونحن لا نملك مقدرتهم على التحمل فعلى الأقل الواجب عليه النظر في حال ناس زماننا قبل أن يفتي بأي أمر , وهنا لو بذل ذلك الشخص مجهوداً بسيطاً لكان علم الحقيقة التي تثبت بأن فتواه ليس لها أي أساس من الصحة , فلو ذهبت إلى أي شخص لديه إطلاع بسيط على أمور كرة القدم وسألته السؤال التالي : لو لعب ناديا بوخوم & هيرتا برلين الألمانيان فمن تتوقع بأن يكون الفائز ؟!!
لكان الجواب مباشرة وبدون أي تفكير بأنه بالتأكيد سيكون هيرتا برلين , وهنا أقول لكم ما رأيكم بأنهما قد لعبا ضد بعضهما البعض ضمن مباريات الجولة الثانية من الدوري الألماني الحالي ( 2009 – 2010 م ) وكانت المفاجأة بانتهاء اللقاء بفوز بوخوم بهدف نظيف والمفاجأة الأكبر هي أن هذا الهدف سجله المدافع الجزائري عنتر يحيى الذي خاض اللقاء بكامله وهو صائم , فماذا سيكون ردكم ؟!!
لو حاول ذلك المتشيخ أن يضطلع بشكل صحيح على المجال قبل أن يفتي بهذه الفتوى الغريبة لَعَلِمَ الحقيقة , لكن هذه الفتوى ليست غريبة على من حلل الغناء وحلل البناء على القبور وغيرها الكثير من الفتاوى الغريبة !!!
قد يقول البعض بأن عنتر يحيى يلعب في ألمانيا وهي دولة باردة لدرجة أن السيارات الألمانية لا يوجد فيها مكيفات وهنا أقول لهؤلاء بأن الجواب موجود , فالجزائري رفيق الصيفي لاعب نادي الخور القطري حالياً والمنتقل إليه حديثاً ( قبل حوالي الأسبوع ) قادماً من نادي لوريان الفرنسي لكرة القدم ( أي إنه أيضاً كان إلى وقت قريب يلعب في فرنسا علماً أنه متواجد مع الأندية الفرنسية منذ 10 أعوام حيث إنه قضى كل حياته الإحترافية الخارجية متنقلاً بين أربعة أندية فرنسية منذ أن ترك نادي مولودية الجزائر عام 1999م ) سُئِلَ في لقاء على الهواء مباشرة بثته قناة الجزيرة الرياضية عن هذا الأمر فأجاب بقوله : بأنه على لاعب كرة القدم أن يكون متميزاً في الملعب كما إنه عليه أن يكون متميزاً بأخلاقه خارج الملعب والصيام من أساسيات أخلاق المسلم التي يجب عليه أن يتمسك بها .
وهنا إسمحوا لي أن أسألكم هذه الأسئلة البسيطة :
لو كنت دكتوراً وعاينت حالة معينة وقدرت حالتها ثم جاء رجل عادي لم يدخل في حياته كلية الطب وقدر نفس الحالة وكان تقديره هو الصحيح فكيف سيكون شعورك ؟!!
لو كنت مهندساً وقدرت بأن المنزل الفلاني غير آيل للسقوط وجاء شخص عادي لا يستطيع التفريق بين المنقلة والمسطرة وقدر بأنه آيل للسقوط وكان تقديره هو الصحيح فماذا سيكون إحساسك ؟!!
ذلك المتشيخ بكل سنوات علمه وخبرته ( هذا لو كان لديه علم وخبرة ) أخطأ خطأً فادحاً في أمر أصاب به ذلك اللاعب الذي لم يدرس في الجامعات الإسلامية ولم يستلم مناصب إسلامية كبرى , لأن في ديننا الحنيف أمور مُسَلَمٌ بها ولا تحتاج لأي تأويل أو فلسفة غريبة لأنها أمور واضحة تماماً , ثم إن ذلك المتشيخ لم يحترم شريعة دينية مهمة وركن من أركان الإسلام في الوقت الذي إحترمها فيه من هم غير مسلمين !!!
والله وتالله وبالله لخطر أمثال هؤلاء المتشيخون أخطر وأشد على الأمة الإسلامية من كل قيادات الصهاينة والغرب , لأن هؤلاء المتشيخون يحتلون مناصب قيادية تعطيهم الثقة في نظر الكثير من الجهلاء الذين ينقادون خلفهم بدون تفكير مما يتسبب بإلغاء الكثير من أحكام الشرع وتحويل الدين الإسلامي إلى دين آخر غريب تماما !!!
والسلام عليكم ورحمة الله بركاته .
