قصص لمدمنين اغتصبوا أبناءهم وأجبروا أمهاتهم على الرقص "الرئيس" يروي مآسي.. ويفكّك الرموز: الخمر قهوة والحشيش تمر عبد الله البرقاوي- سبق- الرياض: استعرض برنامج الرئيس، الذي ترعاه "سبق" إلكترونياً، وتعرضه قناة لاين
سبورت، قصصاً مأساوية لمتعاطي المخدرات، رُويت على لسان المروّجين، منها
اغتصاب المتعاطين أبناءهم وبناتهم وشقيقاتهم وأمهاتهم، وعرض أسرهم على
المروّجين.
وكان البرنامج، الذي يقدمه الزميل الإعلامي صلاح الغيدان، قد انتهج أسلوباً
مختلفاً لطرح قضية المخدِّرات؛ بعدما استطاع الوصول إلى مروِّجي مخدِّرات،
وكشف أساليب الترويج لديهم، وطرق تداول الرموز الخفية (شفرات) التي
يستخدمها المروِّج في المكالمة الهاتفية؛ حتى لا يُضبط أمنياً، مثل استخدام
كلمة معينة تعبِّر عن الصنف المطلوب.
وعرضت الحلقة لقاءات مع المروّجين الذين قُبض عليهم ويقضون محكومياتهم،
كشفوا فيها طرق الترويج من الشقق وفي مواقف السيارات، ورموز المخدرات منها
كلمة "صعفق" كرمز للمهدئات، والتمر كرمز للحشيش والقهوة والعصير للخمر،
و"فكسار" و"لكزس" لحبوب الكبتاجون.
وأكد المروّجون استهدافهم الطلاب "كون الطالب يجلب طالباً آخر"، إضافة
للفتيات اللاتي يجلبن صديقاتهن للمروّجين بحيل الاتصال على أمهات بعضهن
بعضا لطمأنتهن. وكشف المروّجون عن قصص متعاطين، منها قصة مدمن فعل الفاحشة
بشقيقته ووالدته وأجبر الأم على الرقص أمام رفاقه.
كما روى قصة متعاط آخر يعرض شقيقته والخادمة على المروّجين، ومتعاطٍ فعل الفاحشة بابنته واثنين من أبنائه.
وعبّر المروّجون عن ندمهم مؤكدين أن طريق المخدرات بدايته دلع ونهايته ولع، مشيرين إلى أنهم خسروا أهلهم ووظائفهم ومستقبلهم.
الحلقة التوعوية حذِّر من خلالها الضيوف، الأُسَر بشفافية تامة، حيث أكد
عبد الإله الشريف مساعد المدير العام لمكافحة المخدرات للشؤون الوقائية
والخبير الدولي بالأمم المتحدة، أن المخدرات مشكلة عالمية، وأن المملكة
مستهدفة، مشيداً بالجهود التي تبذلها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات
والجمارك. وكشف الشريف أن عدد المتهمين المضبوطين في قضايا المخدرات العام
الماضي بلغ ٤٢ ألف متهم، فيما ضبطت ٦٧ مليون حبة كبتاجون وغيرها من
المضبوطات، مشدّداً على أن الأرقام تبين النجاح الأمني، ومشيرا إلى أن
اتساع حدود المملكة وكثرة الزوّار أسهمت في تزايد التهريب.
وقال الشريف إن المتعاطي يحاول أن يتعاطى معه زميله، مبينا أن للإعلام الحديث دوراً في تسريب الأمور الوهمية حول المخدرات.
وبيّن الشريف أن أكثر المتعاطين وفق التقارير تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٢٥ سنة، وهناك متعاطون دون ١٨ عاماً يُحالون لدور الملاحظة.
وعن الأسباب، قال إن منها عدم متابعة الآباء أبناءهم وعدم التواصل مع
المدرسة وإهمالهم في الملاحق والاستراحات دون مراقبة، إضافة إلى "حب
التجربة، ضعف الشخصية، ومغريات الآخرين وسرعة قبول الشباب". وأوضح الشريف
أن سقوط الفتيات في المخدرات يكون في الغالب ناتجاً عن انحرافاتٍ سلوكية،
أو أوقعهن الآباء والأشقاء والأزواج.
وعرج الشريف على أهمية الشراكة والتعاون بين الجهات الأمنية ووزارة التربية
والتعليم والتعلم العالي والمساجد والأسر لمكافحة المخدرات.
وتحدث الشريف عن المحششين, مؤكداً أن شخصية المحشش بعيدة عن الظرافة التي
تروّجها النكت كون المحشش في الحقيقة شخصية مأساوية تعاني الخوف والمرض
والهلاوس، مشدّداً على ضرورة إلغاء مصطلح المحشش واستبدالها بأي وصف في
النكت، قبل أن يستعرض قصصاً حزينة للمتعاطين منها آباء لم يعلموا بزواج
بناتهم ومروّجون يعتدون على أمهاتهم.
من جهته حمّل الدكتور محمد التويجري المشرف على برنامج حماية للطلاب، شركات
الاتصالات مسؤولية ترويج نكت المحششين، مؤكداً استطاعتها منع هذه الرسائل
ومطالباً بتنفيذ حملة ضدّ هذه الرسائل التي يتساهلها الكثير، رغم نتائجها
الكارثية.
وقال: "هذه الرسائل تزرع في الطفل رغبة لقاء ومشاهدة المحشش وهذا أمر خطير".
كما أكد التويجري أن هناك أطفالاً في سن ٧ سنوات متعاطين للمخدرات تقليداً
للآباء وكبار السن، مشيراً إلى أن المراهقين هم الشريحة الكبيرة التي تنتشر
بينها المخدرات لكون شخصية المراهق متمردة وتغيب عنها الخبرة وترافقها
الصحبة السيئة.
وانتقد التويجري دور الإعلام وبرامج التوعية الحالية مشيراً إلى أنها برامج
تقليدية قديمة في وقت يحتاج فيه الشباب إلى التقنية الحديثة من آيباد
وبلاي ستيشن.
وتحدث التويجري عن رفقاء السوء مؤكداً أن بعضهم تتوسم فيهم الخير والعكس صحيح، وشدّد على ضرورة اقتراب الآباء والأمهات من الأبناء.
وقال التويجري إن أهم ما يؤثر في الطفل هو زيادة الدلال والقسوة والحماية،
مشدداً على أهمية إعطاء الطفل الثقة والقدرة على اتخاذ القرار.
وكشف التويجري معلومات عن برنامج حماية مشيراً إلى أنه يستهدف أكثر من ٥ ملايين طالب وطالبة و٥٠٠ ألف معلم ومعلمة وأولياء أمور.
وأشار إلى أن البرنامج يصمّمه وينفذه متخصصون من الجامعات وتنتجه شركة
متخصصة ويستخدم وسائل الاتصال الحديثة، إضافة إلى قناة في اليوتيوب مع
تفعيل دور المساجد، مؤكداً أنه يمثل نقلة نوعية في التوعية. البرنامج عرض
تقريراً عن شهود عيان تحدثوا عن نشاط المروّجين جوار المدارس وطلاب عُرضت
عليهم المخدرات في المدارس عن طريق زملائهم، وفتيات يتم إغراؤهن من
صديقاتهن.
يُشار إلى أن الحلقة عرضت دهماً حياً لأوكار المروِّجين، وضبط كميات من المخدرات، وكلمات مهمة حول المخدرات وخطرها على الوطن وشبابه.