حزن على ألأوراق

الحمد لله الذي جعلنا نعبده وخّصنا من بين الناس أن نوحِدُهْ, وبعث لنا الهادي كي تُشرِقَ الدنيا وبعد:

حقيقةً إّن الأحزان تكون شيءًا يعلقُ في القلب والأمر هو أّنك لا تجد مَن يشاركك حزنك فلا تجد سبيلًا غير قلمك وأوراقك فتفرغ فيها همومك وتظل تفرغ هكذا حتى تصيح الأوراق في وجه كاتبها: (كفاك كتابةً فسأظل أسمعك ولن تجد مِّني رّدًا فطالما عمدَ إّلي الكاتبون فملأوني مِدادًا فأظل أسمعهم وأزيل عني دموعهم المنهمرة ولا أستطيع مساعدتهم فأنا وِعاء).
فعند علم الكاتب بهذه الحقيقة التي كان يتناساها تزداد آلامه ولكنه لا يفقد آماله في أّنه ربما تكون الأوراق هي الملاذ الوحيد فصحيحٌ أّن الورقة لا تجيب ولكنها تسمع في وقتٍ ثَقُلَ على الكثيرين أن يسمعوك, وصحيحٌ أّن الورقة لا تعقِلْ لكنها تخفي بين سطورها أسرار كاتبها فوثق بها الكاتب في زمانٍ عّزَ فيه الموثوق بهم فهنيئًا لكِ يا أوراقي فلقد نِلتِ ما لم أستطع أن أعطيه لأحد.
حزن على ألأوراق %25D3%25DF%25D1%2520%25CD%25C8

حزن على ألأوراق %25D3%25DF%25D1%2520%25CD%25C8

ولكن يا تُرى إلى متى ستظل الورقة هي أنيس الكاتب الوحيد؟ فإن كان الكاتب وجد حّلًا مؤقتًا في تلك الورقة فماذا يصنع الناس؟ مَن يُخفف عنهم ما هم فيه؟ مَن يسمعهم؟ مَن يؤنس وحدتهم؟؟؟
ستظل الإجابة سرٌ من أسرار الحياة وسنظل نبحث عنها فإما نجدها بعد طول عناء وإما نفارقها إلى الأبد.

ولكن المؤسف في القضية أّن الإنسان في بحثه للسر المجهول يتقطع من الحسرة عندما يُخّيل إليه وهو في الطريق أّنه وجد ضالته في قريبٍ أو حبيب فتصفعه الحقيقة قائلةً (أفِقْ يا أحمق فمَن ظننت به خيرًا ووجدت ضالتك عنده هو أول الناس تعبًا لك وقسوةً عليك لكنك من فرط شوقك للوصول قد عَميت عن الحقيقة والواقع).
فيعود الإنسان إلى أحزانه وتلجمه الكآبة واليأس فيمد الأمل إليه يده ويخلصه من الكآبة فيعاود السير والبحث.
ثم تأتي فترة يشعر الإنسان فيها بأّنه يحترق عندما يرى أشخاص وجب عليهم مَّد يد العون له ونجدته فيجدهم قد نسوه أو تناسَوه فمنهم مَن شغله المظهر عن الجوهر فينظر إليك فما دمت تبتسم إذًا أنت سعيد, ولا يدري أّنه ربما يضحك الإنسان وهو في قمة أحزانه فهو يضحك ملبيًا استغاثة قلبه الذي صاح (اضحك يا صاحبي لتنجيني ولو طرفة عين فنيران همومك قد شوهتني).
فيلبي الإنسان استغاثة قلبه بضحكة أو بسمة في موقف ما.
ومن الذين وجب عليهم نجدتك مَن خاف عليك فضرتك مخافته وشعر بك فزادك غّمًا فتنجو بنفسك حتى لا تموت.
فسنظل نبحث ونبحث فإما أن نجد ضالتنا في أنسان يشعر بنبضات قلوبنا ويسمع حديث أنفسنا ويقرأ رسائل أعيننا أو نظل نبحث ونبحث حتى نموت حسرةً وندامة ونصبح ذِكرى قد خلت.
حزن على ألأوراق 12345%5B1%5D_1

رااااااااائع ما خط قلمك

ربي يبعد عنك كل حزن ويجعل أيامك كلا فرح وسرور

كل الحب والاحترام والتقدير لك

مرسي مون

عالمرور

ودي واحترامي