يصيب الفيروس المجاري التنفسية العلوية والسفلية أطفالنا أكبادنا يتعرضون إلى أمراض كثيرة، بعض هذه الأمراض تزداد في مواسم معينة وخاصة بين الفصلين الصيف والشتاء، ومنها ما يتسبب في أمراض أخرى ويزيد من خطورتها وشدتها. ومن أهم الجراثيم المسببة لتلك الأمراض الفيروسات وهي كثيرة جداً ويصعب حصرها، وسنتحدث اليوم فقط عن اثنين من أشيعها والتي يمكن تشخيصها بسهولة.
أولاً الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) إن هذا الفيروس هو السبب الرئيس لالتهاب القصيبات الهوائية، وكذلك الالتهاب الرئوي الفيروسي في الأطفال الأقل من عمر سنة، وهو العامل الممرض الأكثر أهمية للمجاري التنفسية في الطفولة الباكرة.
هذا الفيروس عبارة عن فيروس متوسط الحجم يحتوي على RNAوينتمي إلى عائلة بارميكوفيريدي مع فيروسات البرارافلونزا وكحصبة والنكاف.
ينمو هذا الفيروس في عدد من أنواع المزارع النسيجية، حيث يحدث فيها اعتلالات خلوية مخلوية مميزة. والعينات المأخوذة للزرع يجب أن تنقل فوراً على ثلج كي تبقى حية، حيث إن هذا الفيروس يعطب بالحرارة ويتخرب بسرعة إذا جمد وأذيب.
انتشار الفيروس
إن من مميزات هذه الفيروس عن الفيروسات الأخرى هو تفرده بحدوث جائحات سنوية ويحدث بشكل كبير في الأشهر الأولى من الحياة. وينتشر هذا الفيروس في كل أنحاء العالم. وفي الأماكن المعتدلة تموت هذه الجائحات كل شتاء وتدوم حوالي 4-5 أشهر. أما بقية السنة فتكون افرادية وغير شائعة وعادة تكون في شهر يناير أي بعد ثلاثة أشهر من الآن. وتكون مبكرة في هذا الشهر أو متأخرة في شهر مارس.
كما نعلم أن الأم لديها مناعة وأجسام مضادة والتي تنتقل عبر المشيمة إلى الجنين، يؤدي ذلك إلى اكتشاب مناعة خاصة في الأشهر الأولى من الحياة مع أن هذه الأجسام ليست واقية بشكل تام.
معظم إن لم يكن جميع الأطفال في عالمهم الثاني قد أصيبوا بهذا الفيروس خاصة في المدن وأن معدل عودة الإصابة بالفيروس مرة أخرى حوالي 10-20? في كل جائحة طول فترة الطفولة، وتقل النسبة عند الكهول كثيراً.
ومن الدراسات وجد أن الالتهاب للاعراض نادر ومعظم الأطفال وخاصة في الأماكن المزدحمة مثل دور الحضانة يعاني الأطفال من زكام والتهاب بلعوم وحمى وأحياناً مع التهاب الاذن الوسطى وتحدث أيضاً التهابات القصبات الهوائية والرئة معاً أحياناً، وإصابة الطفل مرة أخرى بنفس الفيروس تكون خفيفة.
حينما يصاب الطفل بهذا الفيروس غالباً يصاب بالتهاب القصيبات الهوائية هو أشيع الأمراض كما ذكرنا ويصعب تفريقه عن الالتهاب الرئوي خاصة في الأشهر الأولى من الحياة كما أن ذلك يؤدي إلى إثارة نوبات من ضيق القصبات يشبه نوبات الربو.
إن فترة حضانة الفيروس بدءاً من التعرض له حتى ظهور العرض الأول هي حوالي 4 أيام وشدته تعتمد على مناعة الطفل ويستمر لمدة قد تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع.
ينتقل الفيروس وينتشر عندما تنتقل القطيرات الكبيرة الملوثة سواء عن طريق الهواء أو الأيدي إلى الأنف أو ملتحمة الشخص المؤهب وتصاب العائلات عن طريق أطفال المدرسة المتعرضين للالتهابات.
الأعراض
قبل الحديث عن الأعراض يجب معرفة أن التهاب القصيبات الهوائية تتميز بتنخر بشرة هذه القصيبات الناجم عن الفيروس وفرط وزيادة المخاط وارتشاح خلوي ووذمة تحت المخاطية المحيطة.
تؤدي هذه التغيرات في المجاري التنفسية وخاصة السفلية إلى سدات مخاطية تسد القصيبات مع انتفاخ أو انخماص تالي في النسيج الرئوي البعيد بالنسبة لمكان الانسداد. لذا نجد الرضع المصابين تتطور عندهم أعراض الانسداد للطرق الهوائية الصغيرة بسبب
حجم القصيبات الصغيرة ومن أول علاجات إصابة الرضيع بالفيروس هي:
سيلان الانف والتهاب البلعوم، وقد يظهر السعال في نفس الوقت لكنه يظهر غالباً بعد 1-3 أيام، حيث يوجد في هذا الوقت أيضاً عطاس وحمى منخفضة الدرجة وبعد ظهور السعال مباشرة يبدأ الوزيز لدى الطفل بشكل مسموع. وإذا كان المرض خفيفاً قد لا تترقى الأمراض بعد هذه المرحلة، ويكتشف الاصغاء غالباً خراخر غاططة منتشرة وخراخر ناعمة ووزيز. يستمر بسيلان الأنف الرائق طوال المرض عادة مع حمى منقطعة وكثيراً ما تكون صورة الصدر الاشعاعية طبيعية في هذه المرحلة الأولى زيادة معدل التنفس وصعوبة في التنفس يؤدي إلى سحب وربي وتحت الاضلاع والتي تلاحظ هذه العلامات على صدر الطفل. وزرقة أحياناً وعدم ارتياح وربما يؤدي إلى توقف التنفس إذا كان المرض شديداً صورة الصدر الاشعاعية عند الأطفال المصابين بالتهابات في القصيبات الهوائية تكون طبيعية في حوالي 10? من الحالات بينما يكون منظر فرط تمرد الصدر واضحاً في حوالي 50? من الحالات قد يكون سير المرض في بعض الرضع مشابهاً لذات الرئة، حيث يلي الأعراض البادرية (سيلان الأنف والسعال) زلة تنفسية وضعف رضاعة وكسل مع درجة خفيفة من الوزيز وفرط تمرد الصدر. ومع أن التشخيص السريري يوحي أنه مصاب بذات الرئة (التهاب رئوي)، إلا أن الوزيز موجود غالباً بشكل متقطع وقد تبدي صورة الصدر انحباس الهواء داخل الصدر الحمى والتي هي علامة غير ثابتة في التهاب هذا الفيروس، وقد يصاحب ذلك طفح والتهاب الملتحمة في حالات قليلة، وفي صغار الرضع خاصة الخدج تعتبر نوبات توقف التنفس والتنفس الدوري علامتين متواترتين بشكل خطير حتى في التهاب القصيبات الخفيف نسبياً إن احتمال الوفيات المصنفة ضمن متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع موجود ونسبتها قليلة ولكنها تحدث عند الإصابة بهذا الفيروس تحدث الوفيات في الأطفال ناقصي المناعة حينما يصابون بهذا الفيروس في أي عمر. أما الأطفال الذين لديهم زراعة النخاع العظمي أو أعضاء أخرى فعادة يموتون حين إصابتهم بهذا الفيروس بعد حدوث الالتهابات الرئوية الشديدة